مرتبتهم فيمكن إنباؤهم بها لأن الجسمانيات لهم كالحيوانيات بالنسبة إلينا.
وأما الآلهيات فليس لهم استعداد الترقي إليها ، فلهذا لم يقل أنبئهم بأسمائهم كلها
كما قال (وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْماءَ كُلَّها) لئلا يكون تكليفا بما لا يطاق ، وإنما كان آدم مخصوصا
بعلم الأسماء واحتاجت الملائكة إليه في إنباء أسمائهم وأسماء غيرهم ، لأنه كان
خلاصة العالم ، ولهذا خلق شخصه بعد تمام العالم بما فيه كخلق الثمرة بعد تمام
الشجرة. فكما أن الثمرة تعبر على أجزاء الشجرة كلها حتى تظهر على أعلى الشجرة ،
كذلك آدم عبر على أجزاء شجرة الوجود وكان في كل جزء من أجزائها له منفعة ومضرة
ومصلحة ومفسدة ، فحصل له من كل من ذلك اسم يلائمه حتى إن أسماء الله تعالى جاءت
على وفقه فضلا عن أسماء غيره ، وذلك أنه لما كان مخلوقا كان الله خالقا ، ولما كان
مرزوقا كان الله رازقا ، ولما كان عبدا كان الله معبودا ، ولما كان معيوبا كان
ستارا ، ولما كان مذنبا كان غفارا ، ولما كان تائبا كان توابا ، ولما كان منتفعا
ومتضررا كان نافعا وضارا ، ولما كان ظالما كان عادلا ، ولما كان عليهالسلام مظلوما كان منتقما وعلى هذا فقس.
القراآت
: (لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا) برفع الهاء للإتباع : يزيد وقتيبة. وروى ابن مهران
عنهما أنهما يشمان الكاف الكسر ويرفعان الهاء. وروى الخزاعي وابن شنبوذ عن أهل مكة
: الملائكة بغير همز ، وكذلك كل كلمة في وسطها همزة مكسورة إلا قوله (السَّائِلِينَ) و (السَّائِلَ) و (الْبائِسَ) فإنهما بالهمز (شِئْتُما) وبابه بغير همز : أبو عمر ويزيد والأعشى وورش ، ومن
طريق الأصفهاني وحمزة في الوقف فأزالهما حمزة (آدَمَ) نصب (كَلِماتٍ) رفع ابن كثير (فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ) بالفتح حيث كان : يعقوب (هُدايَ) و (مَحْيايَ) و (مَثْوايَ) بالإمالة كل القرآن على غير ليث. (النَّارِ) بالإمالة كل القرآن ، وكذلك كل كلمة في آخرها راء
مكسورة بعد الألف في موضع اللام من الكلمة قرأها على غير ليث وأبي حمدون وحمدويه
والنجاري عن ورش وحمزة في رواية ابن سعدان وأبو